التحدي: جرد غير مستدام بسبب الاعتماد على الباركود
يُعتبر الباركود حلاً بسيطًا وفعالًا في بعض السيناريوهات، لكنه يُظهر محدودية واضحة في بيئة الأصول الثابتة الحكومية، خاصة على المدى الطويل. وفيما يلي أبرز التحديات:
الجرد اليدوي المُرهق:
يتطلب استخدام الباركود قيام الموظفين بجرد الأصول يدويًا، باستخدام أجهزة قارئة باركود أو تطبيقات محمولة، مما يؤدي إلى استهلاك وقت كبير وجهد بشري مضاعف، خصوصاً في المنشآت الكبيرة أو متعددة المواقع.
اعتماد كامل على خط النظر (Line of Sight):
يجب أن يرى القارئ كل رمز بوضوح حتى يتمكن من قراءته، مما يعني تحريك الأصول أو الاقتراب منها، وهو ما قد لا يكون عملياً في كثير من الحالات (مثل الأصول المثبتة أو المخزنة بأماكن ضيقة).
انخفاض دقة الجرد بمرور الوقت:
مع الاستخدام المتكرر، قد تتعرض ملصقات الباركود للتلف أو السقوط، مما يضعف موثوقية الجرد ويخلق فجوات في قاعدة البيانات.
انعدام التكامل اللحظي:
غالباً ما تتم عمليات الجرد بالباركود دون ربط مباشر وفوري مع النظام المركزي، ما يؤخر المعالجة، ويرفع نسبة الأخطاء البشرية.
ضعف الحافز للاستمرار:
بعد اكتمال المشروع، تجد الكثير من الجهات أن تكرار عملية الجرد سنويًا أو نصف سنويًا بنفس الأسلوب مكلف وغير مجدٍ، ما يؤدي إلى توقف المبادرة أو تراجع فاعليتها.
الحل: RFID من أجل جرد ذكي ومستدام
تقنية تحديد الهوية بالموجات اللاسلكية RFID (Radio Frequency Identification) تطرح نفسها كبديل متقدم وأكثر استدامة. فهي لا تعتمد على خط النظر، وتعمل بشكل تلقائي، وتتيح التتبع اللحظي. إليك كيف تساهم RFID في بناء نظام أصول ثابتة مستدام:
1. جرد سريع ودقيق دون تدخل بشري كبير
عبر موجات الراديو، يمكن لجهاز RFID قراءة عشرات الأصول في ثوانٍ دون الحاجة للاقتراب منها أو رؤيتها، حتى لو كانت داخل خزائن أو مرفوعة على رفوف عالية. هذا يقلل وقت الجرد بنسبة تصل إلى 80%.
2. استدامة في الأداء وتكرار الجرد بسهولة
سهولة وسرعة الجرد تعني أن الجهات يمكنها تنفيذ عمليات جرد شهرية أو ربع سنوية دون عبء إداري أو مالي كبير، مما يعزز استمرارية المشروع وتحديث بياناته بانتظام.
3. تكامل مباشر مع الأنظمة
أنظمة RFID المتقدمة (مثل نظام Tragging Fixed Assets ) تتيح إرسال بيانات الجرد تلقائياً إلى النظام المركزي، وتحليلها فورًا، ما يقلل الأخطاء ويرفع كفاءة اتخاذ القرار.
4. استخدام ذكي للتنبيهات والتحذيرات
النظام يمكنه رصد الأصول المفقودة أو المنقولة فوراً، وتنبيه الإدارة في الوقت المناسب، مما يحد من الضياع أو سوء الاستخدام.
5. تقليل التكاليف على المدى البعيد
رغم أن تكلفة البنية التحتية لـ RFID قد تكون أعلى عند البداية، إلا أن العائد الاستثماري يظهر خلال أقل من عام في معظم الحالات، بفضل انخفاض التكاليف التشغيلية وارتفاع دقة الأصول وتقليل الفاقد.
الخلاصة
المشكلة ليست في نية الجهة أو جودة المشروع عند انطلاقه، بل في طبيعة الأدوات المستخدمة. الباركود قد يكون مناسبًا للبدء، لكنه لا يكفي لضمان الاستدامة.
أما RFID، فهو يقدم نموذجًا حديثًا، ذكيًا، وقابلًا للتوسع، يضمن استمرار السيطرة على الأصول الثابتة بكفاءة عالية، ويدعم التحول المؤسسي الرقمي الذي تسعى إليه المملكة.
في تراغينغ، نضع الاستدامة في صلب حلولنا، ونساعد الجهات الحكومية والخاصة على بناء منظومة أصول مرنة، دقيقة، وقابلة للنمو.
